منتديات Anime Center
هكذا كانوا عازفين عن الدنيا 2076---1_3

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات Anime Center
هكذا كانوا عازفين عن الدنيا 2076---1_3
منتديات Anime Center
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هكذا كانوا عازفين عن الدنيا

اذهب الى الأسفل

هكذا كانوا عازفين عن الدنيا Empty هكذا كانوا عازفين عن الدنيا

مُساهمة  محمد رفيق الأحد سبتمبر 27, 2009 2:06 am

سر الفراق

كان المقدس الأردبيلي (رحمه الله) يعيش لوحده في غرفة، وكان أحد طلاب المدرسة يرغب أن يكون مع المقدس في غرفة واحدة، وفي هذا الصدد تكلم مع الشيخ فرفض طلبه، وبعد أن زاد في إصراره والتماسه، أجاب الشيخ قائلاً: أوافق على ذلك بشرط أن لا تطلع أحداً على حالي وتظهر ما عندي، فوافق الرجل على ذلك وقضينا مدة معاً، حتى جاء زمان ابتلي فيه الاثنان بضيق المعاش ولم يظهرا لأحد ذلك الذي يعانيانه، حتى بدت عليهما آثار الضعف وعدم القدرة.

وفي أثناء ذلك مر رجل فرأى زميل الأردبيلي وقد علاه الضعف وسوء الحال فسأله فلم يجبه، فأصر عابر السبيل عليه بأن يبين له علته، فما كان من زميل الأردبيلي إلا أن يعلمه بالقضية ويفشي له بذلك، ويقول له: نحن طالبان من طلاب العلوم الدينية، لم نذق طعاماً لمدة طويلة، فلما اطلع هذا الشخص على حقيقة الأمر ذهب لإحضار الطعام، وجاء به مع مقدار من المال وأعطاه لزميل الأردبيلي وقال له: خذ نصفه، ونصفه الباقي لصاحبك.

فلما دخل المقدس الغرفة ورأى ذلك، سأل صاحبه: من أين وصل إلينا هذا؟ فنقل له صاحبه الحكاية التي جرت له مع عابر سبيل.

فقال المقدس: الآن حان وقت افتراقنا، ثم تناولا الطعام، وصادف أن احتلم المقدس تلك الليلة، فنهض مسرعاً وذهب إلى الحمام حتى لا تفوته صلاة الليل، فرأى الحمام مغلقاً فطلب المقدس من صاحب الحمام أن يفتح الباب مقابل أن يزيد له في الأجرة فلم يوافق على ذلك، فأخذ يضيف ويضيف على أجرة الحمام حتى وصل إلى قدر سهمه، ففتح صاحب الحمام الباب فأعطاه ذلك المبلغ فاغتسل وأدى صلاة الليل ثم افترق عن صاحبه، وبذلك نعرف أن من هذه العبادات والمجاهدات والرياضات حصلت له المقامات العالية حتى صار من أهل الكشف والكرامة.






التواضع وظيفة العلماء

كان زيد بن ثابت ـ من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ قد صلى على جنازة، وبعد ذلك جيء إليه بركابه ليركب ويرجع إلى مكانه، فأخذ ابن عباس بركابه حتى يركب زيد.

فقال زيد: يا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هل يمكنني ذلك؟ قال ابن عباس: أمرنا أن نتواضع للعلماء والكبار.

فأخذ زيد بيد ابن عباس وقبلها، وقال: وكذلك نحن أمرنا بأن نتواضع لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

حب الدنيا عدو العلماء

عن أبي عبد الله (ع) قال: (كان لموسى بن عمران جليس من أصحابه قد وعى علماً كثيراً، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له، فقال له موسى: إن لصلة القرابة حقاً، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا، فإن الله قد حملك علماً فلا تضيعه وتركن إلى غيره.

فقال الرجل: لا يكون إلا خيراً، ومضى نحو أقاربه، فطالت غيبته فسأل موسى عنه فلم يخبره أحد بحاله، فسأل جبرائيل عنه، فقال له: أخبرني عن جليسي فلان ألك به علم؟ قال: نعم، هوذا على الباب قد مسخ قرداً في عنقه سلسلة، ففزع موسى إلى ربه وقام إلى مصلاه يدعو الله ويقول: يا رب! صاحبي وجليسي، فأوحى الله إليه: يا موسى! لو دعوتني حتى تنقطع ترقوتك ما استجبت لك فيه، إني كنت حملته علماً فضيعه وركن إلى غيره).

الشيخ الأنصاري وقران من سهم الإمام (ع)

روى أحد أعاظم العلماء قال: عندما كنت بخدمة الشيخ الأكبر المرتضى الأنصاري (رحمه الله) في النجف الأشرف، رأيت في إحدى الليالي في المنام شيطاناً وبيده عدد من الأطواق وهو يذهب لحاله فقلت له: إلى أين تذهب؟ فقال: أريد أن أضع هذه الأطواق في أعناق أشخاص، كما وضعت أمس إحداها في عنق الشيخ الأنصاري من الغرفة حتى خارج الزقاق فسحبته بها إلا أنه تمكن من طرح الطوق في الزقاق.

ولما انتبهت من نومي تشرفت بخدمة الشيخ ونقلت له ما رأيته في المنام، فقال: صحيح ما قاله الشيطان، فهذا الملعون أراد أن يغريني أمس، حيث لم يكن عندي من المال شيء، وكان المنزل بحاجة إلى شيء، ففكرت في نفسي أن أستقرض قراناً ـ أصغر عملة إيرانية ـ من سهم الإمام (ع) وأصرفه في الحاجة وبعد ذلك أؤديه فأخذت القران وخرجت من المنزل إلى الزقاق ثم ندمت أثناء الطريق فرجعت إلى البيت وأرجعت القران إلى موضعه.

ومقتضى القاعدة أن أخذ الشيخ للقران لم يكن بنظره الشريف جائزاً.



زهد وورع الملا عبد الله التستري (رحمه الله)

كان المولى الفاضل التقي الورع المتقي الملا عبد الله التستري يقول لابنه وهو يعظه: يا بني إني بعدما أمرني مشايخي (رضوان الله عليهم) بجبل عامل بالعمل برأيي ما ارتكبت ـ مباحاً ـ حتى الأكل والشرب، وكان يعد ذلك بأصابعه، وهو (رحمه الله) أصدق من أن يتوهم في مقاله غير محض الحقيقة.

وكأن ما يوجد في بعض المواضع من أن بعض العلماء، كان يقول: لم يصدر مني منذ ثلاثين سنة إلى الآن، غير الواجب والمندوب شيء من الأحكام الخمسة، أيضاً يشير إلى هذا العالم الكبير.

وروى: أنه جاء يوماً إلى زيارة الشيخ البهائي (رحمه الله)، فجلس عنده ساعة إلى أن أذن المؤذن، فقال الشيخ: صل صلاتك هاهنا حتى نقتدي بك ونفوز بثواب الجماعة، فتأمل ساعة، ثم قام ورجع إلى المنزل، ولم يرض بالصلاة جماعة هناك، فسأله بعض أحبته عن ذلك، فقال: أنك مع غاية اهتمامك بالصلاة في أول الوقت كيف لم تجب الشيخ إلى مسؤوله؟! فقال: راجعت نفسي سويعة، فلم أر نفسي لا تتغير بإمامتي لمثله، فلم أرض بذلك.

ونقل أيضا أنه كان يحب ولده المولى حسن علي كثيراً، فاتفق أنه مرض مرضاً شديداً فحضر المسجد لأداء صلاة الجمعة مع تشتت حواسه، فلما بلغ في سورة المنافقين إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) جعل يكرر ذلك، فلما فرغ سألوه عن ذلك؟ فقال: إني لما بلغت هذا الموضع تذكرت ولدي، فجاهدت مع النفس بتكرار هذه الآية إلى أن فرضته ميتاً وجعلت جنازته نصب عيني، ثم تلوت ما بعدها.

وكان من عبادته أنه لا يفوت منه شيء من النوافل، وكان يصوم الدهر، ويحضر عنده في جميع الليالي جماعة من أهل العلم والصلاح وكان مأكوله وملبوسه على أيسر وجه من القناعة، ونقل أنه اشترى عمامة بأربعة عشر شاهياً وتعمم بها أربع عشرة سنة، وكان مبجلاً للغاية عند الناس


دعاء الحاج ملا أحمد النراقي (رحمه الله)

روي أن المرحوم الحاج ملا أحمد النراقي قد طرد حاكم كاشان، لظلمه وسوء استعماله السلطة، مما أدى بالسلطان فتح علي شاه أن يستدعي الملا أحمد إلى كاشان وخاطبه بلهجة قاسية مفادها: أنكم تتدخلون في شؤون السلطنة وفي أمور الدولة مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن.

فرفع النراقي (رحمه الله) يديه إلى السماء وقال: إلهي! إن هذا السلطان ظالم قد نصب حاكماً ظالماً على الناس، وأنت تعلم أني ما أخرجت هذا الحاكم من البلد إلا لرفع الظلم، والآن هذا السلطان الظالم يؤنبني على ما قمت به.

فتحول فتح علي شاه من مكانه، وأمسك بيد النراقي وأنزلها إلى الأرض، وأخذ يعتذر للملا أحمد، وأرسل السلطان حاكماً لكاشان أفضل من الذي طرده النراقي وكان السلطان حذراً من أن يستجاب دعاء النراقي (رحمه الله) .

الميرزا محمد تقي الشيرازي لا أحد يخدمه

روى الشيخ عبد الكريم الحائري (رحمة الله عليه): أن المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي (رحمه الله) الذي كان من كبار مراجع الدين وقد قاد الثورة ضد الكفار وأخرجهم من العراق لم يكن من عادته أن يكلف أحداً بخدمته، حتى أنه مرض في أحد الأيام، وجاء أهله إليه بالطعام ووضعوه عند باب غرفته وذهبوا، وحيث أنه كان مريضاً لم يتمكن من النهوض، ولما ذهب أهله خارج المنزل وعادوا وجدوا أن الطعام الذي قدموه إليه على حاله، لأنه (رحمه الله) فكر في نفسه أنه إذا أراد أن يتناول الطعام فلا بد أن ينادي أحد أولاده ليساعده في تقديمه إليه، وهذا ليس من طبعه وأخلاقه.

عزة نفس السيد الرضي

كان السيد الرضي محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي عالي الهمة شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة ولا جائزة، أما الملوك من بني بويه فإنهم اجتهدوا على قبوله صلاتهم فلم يقبل، وكان يرضى بالإكرام وصيانة الجانب وإعزاز الأتباع والأصحاب.

حكى أبو إسحاق الصابي قال: كنت عند الوزير أبو محمد المهدي ذات يوم فدخل الحاجب واستأذن للشريف الرضي (رحمه الله) وكان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فألقاها ثم قام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار، وأخذ بيده وأعظمه وأجلسه في دسته، ثم جلس بين يديه متواضعاً، وأقبل عليه بجميعه.

فلما خرج الرضي خرج معه وشيعه إلى الباب ثم رجع، فلما خف المجلس قلت: أيأذن الوزير لي ـ أعزه الله تعالى ـ أن أسأله عن شيء؟ قال: نعم، وكأنك تسأل عن زيادتي في إعظام الرضي؟ فقلت: نعم، أيد الله الوزير.

فقال: بلغني ذات يوم أنه ولد له غلام، فأرسلت إليه بطبق فيه ألف دينار فرده، وقال: قد علم الوزير أني لا أقبل من أحد شيئاً فرددته، وقلت: إني إنما أرسلته للقوابل فرده ثانية، وقال: قد علم الوزير إنا أهل بيت لا يطلع على أحوالنا قابلة غريبة، وإنما عجائزنا يتولين هذا الأمر من نسائنا، ولسن ممن يأخذن أجرة ولا يقبلن صلة، فرددته إليه، وقلت: يفرقه الشريف على ملازميه من طلبة العلم، فلما جاءه الطبق وحوله الطلبة، قال: هاهم حضور فليأخذ كل أحد ما يريد.

فقام رجل وأخذ ديناراً فقرض من جانبه قطعة وأمسكها ورد الدينار إلى الطبق، فسأله الشريف عن ذلك، فقال: إني احتجت إلى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضراً، فاقترضت من فلان البقال دهناً، فأخذت هذه القطعة لأدفعها إليه عوض دهنه، وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضي في دار قد اتخذها لهم سماها (دار العلم) وعين لهم فيها جميع ما يحتاجون إليه. فلما سمع الرضي أمر في الحال أن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع إلى كل منهم مفتاح ليأخذ ما يحتاج إليه، ولا ينتظر خازناً يعطيه، ورد الطبق على هذه الصورة، فكيف لا أعظم من هذه حاله؟



عيسى (ع) كان يركب الحمار حافياً

وصل الخبر يوماً أن الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله) يريد أن يدخل مدينة بغداد، فأعلن أهالي بغداد التعطيل العام لاستقبال الشيخ، وكان من جملة المستقبلين السفير الإيراني في بغداد، وكانت مشاركة السفير إما رغبة أو تصنعاً وفي هذه الأثناء دخل عليه أحد السفراء الأجانب، وفهم أن السفير الإيراني كان ينوي الذهاب إلى مكان ما فسأله: إلى أين تريد أن تذهب؟ فأجاب قائلاً: أذهب لاستقبال أحد علماء الشيعة يريد أن يدخل هذه المدينة، ففهم السفير الأجنبي من التعطيل العام للأسواق أن هناك واقعة مهمة، فأظهر الميل والرغبة في أن يصاحب السفير الإيراني للمشاركة في الاستقبال المذكور، فركبا ومضيا من بين الناس، وبسرعة استطاعا أن يتقدما أمام الناس بانتظار موكب الشيخ الجليل، وفجأة رأيا شيخاً راكباً على حمار وبدون تشريفات متوجهاً إلى بغداد، ففكر السفيران في نفسيهما أن هذا المسافر غريب، ومن غير الممكن أن يكون هو الشيخ المقصود، ولما لم يعرف السفير الإيراني ومن معه الشيخ الأنصاري مروا عليه بدون أن يعيروه اهتماماً أو ترحيبا، ولم تمض لحظات حتى وصل الشيخ واقترب من المجتمعين وتعالت الأصوات بالصلوات والسلام وغمرهم الفرح والسرور، وجاء الناس إليه كالبحر المواج وأحاطوا به، وعلم السفيران أن هذا الشيخ البسيط هو مرجع تقليد المسلمين الذي يقبل الناس يديه ورجليه.

فاندهش السفير الأجنبي وسأل السفير الإيراني: إن هذا الرجل الذي له هذا النفوذ والمحبوبية عند الناس ما موقعه وعنوانه؟

فقال السفير الإيراني: إن مثل هؤلاء الأشخاص يسمونهم حجة الإسلام ومرشد المسلمين. فقال السفير الأجنبي: هذا هو الحق بعينه، سمعت أن عيسى (ع) مع تلك العظمة والمكانة التي كانت له كان يمشي راجلاً ويركب الحمار حافياً، إلا أني لم أكن أتصور ذلك، ولكن اليوم برؤيتي هذا الشيخ الجليل حصل لي اليقين بأن ما سمعته من سيرة الأنبياء (ع) صحيح وواقع.






الوحيد البهبهاني والزهد

ولد الآقا محمد باقر بن المولى محمد أكمل الأصفهاني البهبهاني الحائري سنة (1118 هـ) في أصفهان بعد وفاة خاله العلامة المجلسي بخمس أو ست سنين، وقد جاء في (نخبة المقال) هذا الشعر:

والبهبهـــانـــي معــلــــم البشـــر مــجــدد المــــذهب الثاني عشر

أزاح كـــل شبـــــهـــــــة وريـــب فبان للميلاد (كنه الغـــيب 1118)

وقطن برهة في بهبهان ثم انتقل إلى كربلاء ـ شرفها الله ـ وكان ربما يخطر بخاطره الارتحال منها إلى بعض البلدان لتغير الدهر وتنكد الزمان، فرأى الإمام الحسين (ع) في المنام يقول له: (لا أرضى لك أن تخرج من بلادي) فجزم العزم على الإقامة بذلك البلد، وقد كانت بلدان العراق سيما المشهدين الشريفين مملوءة قبل قدومه من الجاهلين والقاصرين، حتى أن الرجل منهم كان إذا أراد حمل كتاب من كتب الفقهاء حمله مع منديل، وقد أخلى الله البلاد منهم ببركة قدومه، واهتدى المتحيرون في الأحكام بأنوار علومه، وبالجملة كل من عاصره من المجتهدين فإنما أخذ من فوائده واستفاد من فرائده، وله مصنفات رشيقة وتحقيقات أنيقة، وقد تخرج على يديه أعيان العلماء وأساطين الفضيلة، أمثال: السيد بحر العلوم، وصاحب الرياض، والميرزا القمي صاحب (القوانين)، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، والميرزا مهدي النراقي، والميرزا مهدي الشهرستاني، والميرزا مهدي الخراساني، وغيرهم من أعاظم العلماء.

وكان سلطان الوقت محمد خان قد أمر أن يكتب قرآن بخط الميرزا التبريزي وأن يكون جلده من الياقوت والماس والزبرجد وسائر الأحجار الثمينة، وزين الإطار بقيمة عالية، وأرسله إلى الشيخ الوحيد البهبهاني بمعية بعض الشخصيات والوزراء، فلما طرق بابه جاء الوحيد بنفسه ففتحه، فسلموا عليه وقالوا: إن السلطان قد بعث إليكم هذا القرآن.

فقال لهم الوحيد: ما هذه المجوهرات التي صرفت على هذا القرآن؟ اقلعوها وتصدقوا بها على الفقراء والمساكين.

فقالوا: القرآن بخط التبريزي وقيمته عالية، خذه واقرأه.

فقال: كل من أتى بالقرآن يأخذه ويحتفظ به ويقرأه، وبهذا الكلام قد سد عليهم الطريق فرجعوا من عنده.

يقول جمال الدين البهبهاني: وهو من تلامذة الوحيد ـ في (التحفة الرضوية): إن زهد الآقا محمد باقر لا يوصف، فقد كان يلبس اللباس الخشن وغالباً ما كانت زوجته هي التي تقوم بحياكتها، ولم يلتفت إلى الأقمشة الثمينة وأمتعة الدنيا.














زهد الشيخ المرتضى

كان الشيخ الأنصاري المرجع الأعلى للشيعة، ولكنه عاش كأحد الطلبة الفقراء.. ومات كأحدهم، قال أحد الأشخاص للشيخ يوماً: أيها الشيخ! إنك تعمل عملاً عظيماً حيث تأتيك هذه الحقوق الشرعية الكثيرة دون أن تتصرف فيها.

فقال الشيخ: لا يوجد هنالك شيء مهم، فالحد الأعلى لعملي أنه مثل عمل أصحاب الحمير في كاشان، حيث يحملون أمتعة الناس إلى مقاصدهم، في مقابل المبلغ الذي يتقاضونه منهم، فهل رأيت هؤلاء قد خانوا أموال الناس؟ فقال: كلا، لأن هؤلاء أمناء الناس.

فقال الشيخ: ونحن هكذا أمناء الناس ولا نستطع أن نتصرف في هذه الحقوق التي تأتينا لمنافعنا الشخصية








هكذا كانوا عازفين عن الدنيا

كانت ضياء السلطنة.. إحدى بنات السلطان فتح علي ـ ذات مال وجمال وكمال ـ فالتمس أبوها من المرحوم الآخوند الملا حسن اليزدي صاحب (مهيج الأحزان) أن يزوج ابنته ـ ضياء السلطنة ـ من ابنه، فرفض الآخوند طلبه واعتذر له: بأننا رعايا لا يليق أن تكون بنات السلاطين في بيوتنا.

ثم طلب السلطان فتح علي من الميرزا القمي صاحب (القوانين) أن يزوج ابنه من إحدى بنات السلطان، وبعد انتهاء مجلس الطلب أخذ الميرزا يدعو الله تعالى أن يعجل بموت ابنه لكي لا تصح بنت السلطان زوجة لإبنه، وبعد أن أتم الميرزا دعاءه غرق ابنه ومات وقيل مرض ولم يدم مرضه أكثر من ثلاثة أيام حتى توفي.

وبعد وفاة السلطان فتح علي، سافرت ضياء السلطنة إلى العتبات المشرفة في العراق، وأرسلت إلى المرحوم السيد محمد مهدي بن السيد علي الطباطبائي صاحب ( رياض المسائل) وطلبت منه أن يختارها زوجة له، فامتنع السيد المذكور من طلبها، ثم التمست بنت السلطان من الشيخ محمد حسين صاحب (الفصول) أن يتزوجها فلم يوافق الشيخ علي على رجائها، ثم أرسلت إلى السيد إبراهيم الموسوي القزويني صاحب (ضوابط الأصول) وطلبت منه التزويج بها، فأجابها: إن مصارف بنات الملوك والسلاطين عالية جداً، وليس بمقدورنا ذلك، ونحن نعيش الفقر والفاقة، فأرسلت إليه ثانية: بأني لم أطالبك بأي مصرف، بل أن مصارفك ومصارف أهلك أقوم أنا بتكفلها؟ والمقصود أن يبقى اسمك فقط على رأسي، فامتنع السيد أيضاً من الاستجابة لطلبها.





[center]
محمد رفيق
محمد رفيق

ذكر عدد المساهمات : 22
نقاط : 10820
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 08/05/1993
العمر : 31

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى